حزنك أصبح موت ثان
أتى فوق مواجعي ليقلقني
أغدق علي فيضا من الام
وبنار لهيبه يلفحني
شهقات من سكرات موت
أصعدتني الجراحات لتعصرني
كلها ماسي مدميه
وشاح يغطي جوانحي يلفحني
براثن وجع تخدش ماحولها
طوق بدل انقاذي يغرقني
فحيح يبث سمومه داخلي
يزيدني عذابا قبل أن يقتلني
جحيم يصب بركان قسوته
والى هاوية الجرف يدفعني
دنيا لا أمان فيها
أراها لبحر التناهيد تأخذني
ساعات رعب تتهادى أمامي
أطلب عونا وهيهات من يسمعني
أقبل الصريخ أستجديه أملا
لكن لسان المشلول لم يسعفني
حالك هو الليل ساعة انقضاضه
وحش كاسر بأنيابه يفترسني
لا أملك تجاهه سوى توسلاتي
رغم أن حبل العذاب يطوقني
أبات مهموما لرؤية دمعاتك
أحسها جزءا من دمعات عيني
أنينك الطويل وشهقاتك الداميه
خوفا وقلقا عليك تذوبني
ليتني أعلم سر عذابك
لكان أستراح من أوجاعه بدني
فقد عرفتك قوية متماسكه
والاهوال أمام صبرك تنثني
وعرفتك وردة متفتحة بأفتخار
لا تقبل في يوم ان تنحني
من بدل الضحكات الى دموع
كيف أنجذبت الى دائرة الحزني
هل سيعود لفؤادك ربيعه
فبغير أزهارك لن يتمزق كفني
فالشوق اليك هو من يحركني
والحب في ثنايا القلب مستوطني
لن تعييني الحيلة في فك طلاسمك
فأنا والطلاسم أصحاب منذ زمني
وعشقي لسبر أغوار البحار باق
والصعب رغم صعوبته لن يحيرني
فالفضاء الرحيب رغم سعته
الا أن نظرة مني الى نجومه سترشدني
لست منجما أو عرافا سيدتي
ولكني شربت الفطنة منذ حداثة سني
وأعدك بأن قلبك الباكي سيودع أحزانه
وسيعود كسابق عهده وطني ومسكني